ذات يوم، اجتمعت ثلاث ورقات صغيرة: ورقة لعب، ورقة شجرة عنب وورقة بيضاء فارغة.
قالت ورقة اللعب في تكبر واعتزاز:" أنا ورقة لعب صنعني الإنسان ليلهو بي ويجني بفضلي أموالا طائلة. صنعني الإنسان لأسلّيه وأرسم على شفتيه الإبتسامة التي يبحث عنها. كنت في يد أحد اللاعبين حين انزلقت من بين أصابعه وتسللت بعيدا عنه وهكذا جئت إلى هنا."
قالت ورقة شجرة العنب:" وأنا ورقة شجرة عنب صنعتني الطبيعة لتلعب بي الرياح وتبعث من جسدي لحنا يتناغم وعزف الطبيعة. كنت نائمة على غصن من أغصان الشجرة وعندما قدم الخريف حملتني الرياح وتساقطت بهدوء على الأرض وهكذا جئت من هناك."
نظرت الورقة البيضاء من حولها واستفسرت في حيرة وذهول:" أما أنا، فلا أدري من أنا ولا أدري أين كنت وكيف جئت إلى هنا."
ضحكت ورقة العنب وورقة اللعب وتركتاها وحيدة على الطريق. وقبل أن تمضيا التفتتا إليها وقالتا:" أنت مجرّد ورقة بيضاء فارغة. أنت ورقة لا جدوى منها لذا سنتركك هنا ونمضي لنعبر العالم بأسره ونسمو بجنس الورق."
اعترضاهما بحر واسع عميق فقررتا أن تعبراه لكن ورقة اللعب كانت ثقيلة فغطتها المياه والفقاقيع وحملتها بعيدا.
طفت ورقة العنب على الأمواج واجتازتها بسلام ولكن ما إن وصلت اليابسة حتى سحقها حذاء صبي صغير يلعب الكرة فتفككت أجزائها ودفنتها الرمال عميقا.
وعندما مررتُ من الضفة الأخرى، وجدت على الأرض المهملة ورقة بيضاء فارغة. وضعتها في جيبي وعدت بها إلى المنزل. وفي المساء، على مكتبي العتيق، ملأت فراغ الورقة البيضاء وكتبت عليها قصة الأوراق الثلاثة.